صفوان القلب بقلم سارة مجدي
مازالت على جلستها ليقول لها
هتفضلى قاعده كده كتير
لتنتبه على حالها وتقف سريعا منحنيه الرأس فى خجل وخوف
تعالى ورايا
وتحرك سريعا لتسير خلفه باقدام من هلام دلف الى غرفه المكتب وجلس خلف مكتبه واشار لها ان تجلس امامه جلست فى صمت تنتظر ان تستمع لما يريد قوله ولكنه ظل صامت لبعض الوقت يراقبها بعيون كالصقر لقد لامست به وتر حساس يشعر بالمسؤليه تجاهها وكأنها ابنته يشعر بقلبها المرتجف ويتمنى لو يستطيع ان يضمه ويربت عليه ويطمئنه
يوسف اغلى ما املك وعلشان كده انت هيبقا عليكى مسؤليه كبيره جدا يوسف محتاج ام تحب وتحن تعلم وتربى تلعب ودادى تعاقب وقت اللزوم لكن كمان بحنيه هتقدرى تعملى ده
تقول بصوت ضعيف
امى وابويا ماتوا وانا عندى عشر سنين فاكره ماما لما فاكره انى كنت بنفز العقاپ وانا فرحانه فاكره لما كانت بتقعد جمبى تحكيلى حكايه قبل النوم فاكره لما كنت برجع جرى من المدرسه علشان اترمى فى حضنها فاكره كل كلمه ولمسه وحضن فاكره كل نصيحه فاكره احساس الأمان بين ضلوعها الى كنت بستخبه فيه وقت خوفى
انا فاهمه يوسف بيه مفتقد ايه وربنا يقدرنى اعوضه
كان يتألم لالمها مع كل كلمه تقولها حتى قالت كلمه بيه اعتدل فى جلسته وهو يقول
نظرت اليه نظره امتنان وهى تقول
وقف على قدميه ليقول
مرتبك 5000 جنيه وطبعا انت مقيمه معانا هنا فى البيت ليكى اى طلبات تانيه
كانت فارغه الفاه تنظر اليه پصدمه كاد ان يضحك عليها بسب تلك العيون المفتوحه على اتساعها وفمها ايضا ليقول وهو يوليها ظهره
اقفلى بؤك ده بدل ما دبانه تدخل فيه ولا حاجه
لتغلق فمها وهى تقول
ده كتير او يا بيه
صمت لثوانى ينظر اليها بتمعن جعلها تشعر بالارتياك بسب نظراته ليقول وهو يضع يده فى جيب بنطاله قائلا
لا مش كتير ولا حاجه دلوقتى هخلى داده صفيه تطلعك الاوضه بتاعتك وهى للعلم جمب اوضه يوسف وفى ما بينهم باب داخلى كمان وتعرفك كل الحاجات الخاصه بيوسف
ضغط على ذر موجود اسفل المكتب
لتحضر سيده فى عقدها الخامس مهندمه الملابس والشعر تقف باحترام وهى تقول
تحت امرك يا صفوان بيه
رفع صفوان حاجبيه بملل لقد سمع تلك البيه الذى
يكرهها اكثر من ثلاث مرات اليوم ولكنه قال بهدوء
اعرفك يا داده الانسه سلمى مربيه يوسف الجديده
نظرت اليها السيدة بهدوء وعلى وجهها ابتسامه هادئه وقالت
اهلا بيكى يا بنتى
اهلا بحضرتك
جاوبتها سلمى بخجل
ليقول صفوان
عايزك تعرفيها على البيت وعلى اوضتها واوضه يوسف
لتهز صفيه راسها بنعم واشارت لسملى بالخروج امامها
خلال ساعه كامله كانت سلمى علمت كل شيء يخص يوسف وفى نفس ذلك الوقت كان صفوان يجلس مع ولده وخلدون فى الحديقه حتى حضرت الخادمه الاخرى فى المنزل واسمها عبير قائله
الفطار جاهز يا بيه
دلفوا ثلاثتهم الى غرفه الطعام ليجدوا سلمى هناك ايضا تقف بجوار الكرسى الذى يجلس عليه
يوسف
ركض اليها الصغير لتحمله يين ذراعيها بابتسامه حانيه وقبله على وجنته وهى تقول
يلا علشان تفطر
هز رأسه بنعم
لتجلسه فى مكانه وامسكت بالصحن التى اعدته سابقا من اجله وبدأت فى اطعامه ليلاحظ الرجلان وقفتها فينظر خلدون لصفوان يننظر رده فعله
الذى لم يتأخر بها وهو يقول
واقفه ليه يا سلمى اقعدى علشان تعرفى تاكليه
رغم تنفيزها لأمره الا ان ذلك لم يرضى خلدون الذى انحنى على صديقه قائلا
وهى مش هتفطر
نظر له صفوان بهدوء وهو يقول
اكيد هتفطر بعد ما تفطر يوسف
نظر له خلدون باندهاش ولكن صفوان لم يهتم واكمل تناول طعامه فى صمت
كانت تداعب الصغير وهى تطعمه تقبله تداعب انفه بقليل من الكاتشب كان الرجلان يتابعاها بتركيز وعلى وجه صفوان ابتسامه اطمئنان وخلدون ابتسامه حنين وتمنى
انتهى الصغير من طعامه وقد انهى صحنه بالكامل لتحمله سلمى وهى تغادر غرفه الطعام وصعدت الى غرفته غسلت له وجه ويديه واجلسته على سريره وابدلت له ملابسه وجلست بجانبه يلعبان
انتهى الرجلان من طعامهم وشربا قهوتهم وجلسى فى الحديق وهى لم تنزل حتى الان
نظر خلدون لصفوان وهو يرفع حاجبه ليضحك صفوان بصوت عالى وهو يقول
مش هشكرك على فكره لانه ابنك زى ما هو ابنى
ليبتسم خلدون وهو يقول
ربنا يكرمك يا صفوان انا ديما بحس انك اخويا حقيقى
لينظر له صفوان بابتسامه
هادئه دون كلام نظر خلدون فى اتجاه البيت وهو يقول
هما ناموا ولا ايه
لا بس تلاقى يوسف قاعد بيرسم
لم يكمل الجمله ليجد يوسف يركض فى اتجاههم يمسك بيده الكره وهو يقول
مين الى هيلعب معايا علشان سلمى مش بتعرف تلعب كوره
ليقول صفوان باندهاش
انت مش المفروض تكون بترسم دلوقتى
قال الصغير وهو يضرب الكره ارضا
سلمى قالتلى نلعب شويه رياضه وبعدين ارسم
لينظر لسلمى باندهاش معجب يجدها تنظر ارضا وقف خلدون سريعا وهو يقول
يلا يا بطل انا هلعب معاك بقالى كتير ملعبتش بس لازم تخاف منى انا معنديش ياما ارحمينى
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يلقى الكره ارضا ويركض خلفها ويركض خلدون خلفه لتتحرك سلمى وتدلف الى الداخل بصمت
وقف صفوان يلعب مع ابنه وصديقه وبعد الانتهاء ركض يوسف الى سلمى التى حملته بترحاب ادهش صفوان حيث انها لم تهتم انه مبلل بالعرق وثيابه مليئه
بالاوساخ
فى المساء تناول يوسف عشائه وخلد الى النوم بعد ان قصت عليه قصه صغيره ودلفت الى غرفتها لتنام عاد صفوان مساء ليجد صفيه تضع له طعام العشاء فسالها عن يوسف وسلمى قصت عليه كل ما حدث بعد ذهابه الى العمل هو و خلدون
حمته وغيرتله هدوموه وفضلوا يرسموا لمعاد الغدا وبعد الغدا اقعدت معاه تذكرله
لينظر لها باندهاش لتكمل هى قائله
وما شاء الله يوسف استجاب ليها بشكل كبير
هز رأسه بنعم وهو يشكر صديقه فى عقله
ولكنها اكملت قائله
بس دى كانت مكسوفه اوووى ومكنتش راضيه تاكل بالعافيه اكلت مع يوسف حاجه بسيطه خالص
نظر لها بضيق ولكنه لم يعقب
مرت ايام كثيره حاله يوسف النفسيه تتحسن يبتسم يمارس الرياضه اصبح يذاكر يوميا تحسنت رسوماته
وايضا لم يشعر هو براحه كتلك الذى يشعر بها الان فالبيت اصبح به حياه يسمع دائما صوت ضحكات ولكنه ايضا يلاحظ تحفظ سلمى الدائم خجلها المستمر بقلمى ساره مجدى و عدم تناولها الطعام فى حضوره ابدا دائما تتجنب الوجود فى محيطه رغم انه فى اوقات
كثيره يستمع لصوت ضحكتها المميزه من غرفه يوسف وحين يدلف الى الغرفه تصمت تماما وتنزوى حتى ينتهى من الاطمئنان على ابنه ويغادر كان يشعر ان هناك شيء خطئ او ناقص لكن لا يستطيع تحديد ما هو
ذات يوم كان يجلس داخل مكتبه بعد مرور اكثر من ثلاثه أشهر على عمل سلمى حين اقتحم يوسف الغرفه وهو يبكى ليحتضنه صفوان بقلق وخوف فمنذ مده
طويله ومن وقت قدوم سلمى وهو لم يرى دموع يوسف
ربت على رأسه وهو يقول
فى ايه يا حبيبى مالك بټعيط ليه وفين