صفوان القلب بقلم سارة مجدي
مكان امان وعند شخص امين
ظلت تنظر اليه بعيونها التى تشبه جرات العسل الصافى وملامحها الهادئه البريئه
وهزت راسها بنعم و تحركت لتغادر الغرفه وهو خلفها
اخفضت بصرها لثوانى ثم رفعتها بخجل وهى تقول
نظر لها نظره خاطفه ثم عاد بنظره الى الطريق وهو يقول
خلدون اسمى خلدون ولو على رايحين فين فأنا عندى شقه صغيره كده كنت ساكن فيها زمان قبل ما انقل شقتى الجديدة هتباتى فيها النهارده وهتبقا شقتك علشان لو حصل اى حاجه فى شغلك يبقا ليكى
ظلت تنظر اليه باندهاش وغرابه وقالت
هو حضرتك بتعمل معايا كده ليه
لانى فيوم كنت ذيك ولقيت الى يقف جمبى ويساعدنى وانا عايز اقف جمبك واساعدك
كانت تشعر بالاندهاش لماذا يفعل معها كل ذلك حين تنظر الى هيئته التى تلفت الانتباه سيارته الفارهه كيف يعرفها ولماذا يساعدها
بس هو حضرتك يعنى يعنى اقصد تعرفنى منين علشان تساعدنى
اوقف سيارته على جانب الطريق وهو يقول
اخفضت رأسها بخجل وكلماته التى فهمتها خطئ تشعرها بالنقص والدونيه لتخرج من افكارها على صوته يقول
يلا انزلى وصلنا
نظرت من النافذه لتجد بنايه كبيره فى منطقه شبه راقيه ترجلت من السياره لتخرج حقيبتها التى رفضت باستماته ان يحملها عنها وقف امام عم احمد حارس العقار وقال له
اخبارك يا عم احمد
ليرفع عم احمد يديه بتحيه وهو يقول
الحمد لله يا بيه نورت العماره
ليربت خلدون على كتفه وهو يقول
ده نورك يا راجل يا طيب عملت الى قولتلك عليه
كله تمام يا باشا
ليشير خلدون لسلمى وهو يقول
انا هوصلها للشقه ونازلك ماشى
اشار لها ان تتقدمه فى السير فرجعت خطوه للوراء فابتسم وتقدم هو سارت خلفه حتى وصلى الى المصعد ضغط على ذر الطابق الاخير توقف المصعد ليفتح خلدون الباب ثم اشار لها بالخروج وهو خلفها ثم اشار لها على الدرج ليصعدا طابق اخر حتى وصلى الى سطح البنايه نظرت حولها وهى تقول لنفسها
كنت فاكره ايه يعنى ما اكيد فوق السطوح كتر خيره انه سكنك اصلا وقالك انها بتاعتك تنهدت وهى تكمل تفكير مع نفسها
ومتطمعيش خدى من الدنيا الى بترميهولك من سكات كنت مين انت علشان تكونى مرتاحه
كان ينظر اليها والى نظره عينها الكسيره يشعر بالشفقه عليها ولكنه يفعل كل ما بوسعه ليس لديه المزيد ليفعله
اخرج المفتاح من جيب بنطاله وقال
لها
هى شقه صغيره اوضه وصاله ومطبخ وحمام بس مريحه اوووى وهى من النهارده بتاعتك وبكره الصبح هعدى عليكى علشان اوديكى المكان الى هتشتغلى فيه ماشى
هزت رأسها بنعم وهى تقول پانكسار
كتر خيرك يا بيه ربنا يقدرنى على رد جمايلك
شعر بغصه فى حلقه ولكنه لا يستطيع البقاء اكثر من ذلك عليه الرحيل الان
اقترب منها خطوه وهو يقول
هتلاقى جوه اكل انتعشى كويس و نامى علشان تبقى فايقه الصبح تمام
هزت رأسها مره اخرى بنعم ليغادر هو سريعا
اقتربت من الباب وفتحته بهدوء وهى تتوقع بيت بسيط بحثت عن مفتاح الاضاءه لتجد منزل رائع فرشه بسيط لكن مرتب ومهندم وبشكل جميل تجولت فى انحاء الشقه انها اكثر مما تتمنى شكرت خلدون فى بالها قائله
كتر خيره والله ده بيت مكنتش احلم بيه ربنا يكرمه
فتحت الثلاجه لتجد ا كل ما لز وطاب اخرجت بعض منه واكلت بعد ان ابدلت ملابسها وقفت تنظر من النافذه تفكر فى الغد و هل ستنجح فى وظيفتها الجديده
مر الليل على الجميع بين تفكير وقلق وخوف وهم وحمل القلق للغد بقلمى ساره مجدى
فى صباح اليوم التالى ارتدت فستان طويل باكمام طويله ازرق اللون وحجاب ابيض وحضرت حقيبتها لتسمع طرق على الباب
توجهت اليه لتجده العم احمد يبتسم ويقول
الاستاذ خلدون تحت وعايزك يا بنتى
ابتسمت وهى تقول
حاضر نازله حالا
وحملت حقيبتها واغلقت الباب ليحاول العم احمد حمل الحقيبه عنها ولكنها رفضت بشده حين لمحها خلدون ترجل من السياره ليحمل عنها الحقيبة التى اعطتها له بخجل ركبت بجواره ينتفض قلبها خوفا كان يشعر بها وحاول ان يطمئنها قائلا
عجبتك الشقه
نظرت له بخجل وقالت
ما شاء الله جميله ربنا يبركلك فيها
ابتسم بهدوء وهو يقول
يباركلك فيها لانها بقت بتعتك
اخفضت راسها بخجل ليكمل هو
انا عايز افهمك انتى داخله على ايه
نظرت له باهتمام ليقول
انت هتبقى مسؤله عن يوسف طفل عنده خمس سنين يتيم من يوم ما اتولد والدته اټوفت وهى بتولده والده دور كتير على مرافقه ليه كتير جدا ملقاش
الى هو محتاجه هو محتاج مربيه بدرجه ام تلعب وتربى تراعى صحيا واخلاقيا وطبعا لازم تفهمى ايه خطه صفوان فى تربيه ابنه الاول وهو اكيد
ليقول پغضب
هى دى الى هتخلى بالها من يوسف دى محتاجه الى يخلى بالو منها
تنهد خلدون بملل وهو يقول
هى صحيح صغيره فى العمر لكن متقلقش هى عارفه هى المفروض تعمل ايه وانت عرفها خطتك بالنسبه لابنك
كان عقله يعمل مع تلك الكلمات التى يقولها خلدون ولكنه لاحظ اقتراب يوسف من الفتاه ليصب كامل تركيزه عليهم بقلمى ساره مجدى
حين لاحظ خلدون عدم اهتمام صفوان بكلماته نظر خلفه ليجد سلمى تجلس ارضا أمام يوسف الذى ينظر اليها باندهاش
قبل ذلك بقليل
كانت سلمى واقفه محنيه الرأس حين اقترب منها يوسف ينظر اليها بابتسامه بريئه لتجثوا على ركبتيها بابتسامه مشابه لابتسامته وقالت
اذيك انا سلمى وانت اسمك أيه
يوثف
لتتسع ابتسامتها وهى تقول
الله اسمك حلو اوووى
ليمسك طرف حجابها وهو يقول
عارف بابا قالى ان اسمى احلى اسم فى الدنيا علسان ماما الى اخترته انت قريبه امو دون
لتبتسم لكلماته الصادقه الطفولية وهى تقول
لا انا مش قريبته انا جايه هنا علشان اشتغل
وقبل ان تقول شيء اخر استمعت لصوت رجولى و قوى يقول
دى المربيه بتاعتك يا يوسف
نظر لها يوسف وهو يقول
بجد يعنى انت بتحبينى مش هتزعلى يوسف خالص
شعرت بغصه مؤلمھ بقلبها
ان ذلك الصغير يذكرها بنفسها يوما
ربتت هلى وجنته بحنان وهى
تقول
متقلقش انا بحبك وعايزاك ديما مبسوط وهعمل كل جهدى ماشى يا يوسف بيه
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يقول
بيه داده صفيه كمان بتقول لبابا بيه هو انت هتبقى خدامه هنا فى البيت علشان كده بتقوليلى يا بيه
كادت ان تجيبه لتسمع ذلك الصوت من جديد سقول بأمر
يوسف مليون مره قولتلك مفيش حاجه اسمها خدامه عندك لازم تحترم كل الناس
رفعت رأسها تنظر اليه نظره خاطفه ولكنها لمست قلبه وروحه نظره كشهاب
كان خلدون يتابع ما يحدث بعيون طفل اراد يوما من يحن عليه يقبله يضمه وايضا بقلب رجل قسى وتجلد بسب كل ما عاناه ولكن روحه مازالت تبحث عن ذلك الحضن الكبير يشفق عليها بشده وېخاف عليها ايضا بقلمى ساره مجدى ولكنه يعلم جيدا انها هنا فى بيت صديقه فى أمان
اقترب من يوسف يحمله وهو
ينظر لها باطمئنان وقال
تعال نلعب انا وانت على بابا وسلمى ما يتكلموا شويه
وخرج سريعا كانت