الأحد 29 ديسمبر 2024

مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الالفي

انت في الصفحة 5 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


ينتظر خروجها لكي يقلها بنفسه إلى المطار ولا يعلم لماذا تجراء على هذه الخطوة وهو أن يقلها بنفسه ولكن لم يجد تفسيرا لتصرفاته تلك الأيام 
تفاجئت بوجود رب عملها يقترب منها بخطواته الثابتة جحظت عينيها پصدمة وتسمرت مكانها لحظات ثم اقتربت منه بدهشة وتسأل
مستر نديم في حاجة حصلت !
ابتسم بهدوء وقال بود
جاي اوصلك المطار وفى كذا حاجة هبلغك بيها في الطريق أنا لاحظت أنك ماعندكيش عربية 

أومت برأسها وسارت جانبه بصمت التقط منها حقيبتها وفتح لها باب السيارة لتجلس بالمقعد المجاور له 
ابتسمت برقة وهي تشكره 
ميرسي لحضرتك
دار حول السيارة ليستقل مقعده خلف الوقود ثم أنطلق في طريقه إلى المطار وأثناء القيادة كان يتطلع إليها بين تارة وأخرى وينقل لها حديثه 
فى عربية هتكون في انتظارك أول لم تخرجي من المطار وهتنقلك لشقتي إللي هناك ماينفعش تقعدي في فندق والشقة موجودة وزياد هيشوف كل طلباتك وهيوصلك للمصنع عشان تشرفي على وصول المكن الجديد والشركة تتابعي فيها الشغل الشركة للأسف أسهمها نزلت في البورصة ومحتاجين نتعاقد على صفقات مربحة تعلي اسم عابد الصيرفي في السوق من جديد مش عايز الشركة تقع مش عايز أضطر لتصفية الشغل هناك بابا تعب على ما أسس نجاحه هناك زي هنا بالظبط وصعب أخسر تعبه ومجهوده خليكي دايما على تواصل معايا وأي جديد بلغيني على الايميل 
حاضر 
خلي بالك من نفسك وأشوف وشك بخير 
ترجلت من السيارة عندما صفها أمام المطار وتحركت لداخل لتنهي إجراءات الوزن قبل أن تقلع الطائرة ظل مكانه يتطلع إليها إلى أن أشارت إليه مودعة اياه ليبتسم لها ثم غادر المطار وداخله شعور غريب بسبب ابتعادها ولكن لم يجد أجابه واضحة لكل التساؤلات التي تتزاحم داخل عقله 
عندما استقلت الطائرة توجهت إلى حيث مقعدها لتجد شاب يتحدث بصوت عال 
وقفت أمامه تريد أن تجلس بمقعدها المجاور له ولكن يبدو بانه منشغل بالهاتف ولم يكترث لوجودها 
تنهدت بضيق وهى تنتظر انتهائه لكي يشعر بوجودها أستمعت لحديثه الصارخ رغما عنها 
بقولك إيه أنا عايز امحي اسمه وتاريخه من السوق وتيام النحاس هو بس اللي عايز أسمع اسمه عايز احتكر السوق كله أنت سامع بقول أيه عليك التنفيذ وبس عايز اكبر دعاية وإعلانات عن المنتجات بتاعتنا وأنا مسافر دبي عشان اتعقاد مع صفقة كبيرة هتقضي على اسم الصيرفي نهائي 
أغلق الهاتف بأنفعال ونزع نظارته الشمسية التي تحجب الرؤيه عن عيناه الحادتين ليجد فتاة تنظر له بتوتر 
دقق النظر بوجهها وقال وهو يتفحص هيئتها 
أنا شوفتك قبل كدة
زفرت انفاسها بضيق وحاولت التماسك بعد ما سمعته من حديثه واجابته على مضض 
مااعتقدش أننا اتقابلنا قبل كده بس إذا سمحت مكاني جنب حضرتك 
أبتسم وهو يفسح لها بقدمه لكي تجلس بمقعدها بجانب النافذة 
كان ېختلس النظر إليها واراد أن يفتح معها حوار ولكن لم تعطيه الفرصة أغمضت عينيها تتصنع النوم من أجل الإبتعاد عنه وإرغام نفسها على تحمل تلك الساعتين التي تحلق بهم الطائرة في السماء إلى أن تهبط أرض الإمارات ولكن مرت الساعتين عليها كالدهر بسبب مقلتيه المتفحصة لكل سكناها وحركاتها 
بعد مرور عدة ساعات 
دق جرس المنزل لتركض رهام بفرحة تستقبل والديها بالاحضان بعدما كانت تجلس مكانها حزينة على فراق شقيقتها الآن جاء من يزيل دموعها ويبدلها لفرح وسعادة احتضنت والدتها باشتياق وانهمرت عليها بالقبلات المتفرقة فرحة بعودتها لاحضانها ثم انتقلت لاحضان والدها الحبيب وفعلت مثلما فعلت بوالدتها 
بحثت والدتها عن طفلتها الأخرى قائلة بتسأل 
امال فين فيروز اوعي تقولي راحت الشغل انهاردة 
ابتسم صالح وهو يضع يده على كتف زوجته 
لا أكيد عارفه أننا جاين انهاردة وهتعتذر عن الشغل مش كده يا رهومه 
ابتسمت رهام لوالديها وهزت رأسها نافية لحديثهم 
روزة مسافرة شغل فرع الشركة فى دبي ومديرها في الشغل بلغها بالسفر من يومين بس 
تحدث صالح بحزن 
وازاي ماحدش فيكم بلغنا كنا حاولنا قدمنا ميعاد الطيارة عشان نشوفها ونطمن عليها قبل ما تسافر هو يعني ماينفعش حد كان يسافر غيرها 
تنهدت دريه بحزن وربتت على كتف زوجها قائلة 
معلش يا حبيبي شغلها بردو اللي بتحبه وأكيد ماكنتش تقدر ترفض ربنا معاها ويرجعها بالسلامة هنتصل بيها ونطمن عليها 
فى مطار دبي هبطت الطائرة وترجل الجميع 
انهت فيروز إجراءات الخروج ووجدت هاتفها يهتز بداخل سترتها لتعلم عن وجود اتصال 
التقطته من جيب سترتها وتطلعت لشاشته باهتمام لتجد رقم غير مسجل وعندما دققت النظر للارقام وجدته رقم خاص بدوله الإمارات العربية المتحدة علمت وقتها بأنه الشخص الذي ينتظرها بهذه البلدة الغريبة عنها اجابت على الفور 
الو 
اتاها صوت شاب يتحدث بالمصري علمت بانه مصري الچنسية 
الو انسه فيروز معايا 
ايوه أنا فيروز 
وأنا زياد نديم بلغني بميعاد وصولك وأنا هنا قدام المطار خلصتي إجراءاتك ولا محتاجة أي مساعدة
لا أنا خلصت وخلاص خارجة من صاله المطار 
حلو أوى أنا قدامك على طول معايا عربيةسماوي وواقف مستنيكي 
نظرت حولها بترقب وهي مازلت تحمل الهاتف وتضعه أعلى أذنها رفع زياد يده ملوحا لها بالهاتف 
سارت إلى حيث وجوده حضرتك مستر زياد 
ابتسم لها بود ومد يده يصافحها 
زياد العمري 
صافحته بود وقالت 
فيروزه صالح 
تشرفت بمعرفتك ودبي كلها نورت 
ابتسمت له مجامله 
دبي منوره باهلها وناسها 
حمل عنها الحقيبة 
اتفضلي هوصلك الشقة الأول وبكرة أن شاء الله هعدي عليكي الساعة ٨ نوصل المصنع وبعد كده نطلع على الشركة تتابعي الشغل هناك ربنا معاكي 
هزت رأسها بتفهم واكتفت بالتطلع إلى الطريق حولها بعد عدة دقائق كان يصف السيارة ثم ترجل منها ليحمل الحقيبة 
دي العمارة اللي فيها الشقة في الدور السابع هوصلك بنفسي 
شكرته على ذؤقه وبالفعل صعد معها إلى حيث الشقة المنشودة ليضع الحقيبه أمام الباب ويخرج من جيبه مفتاح الشقة ثم أعطاه إياها قائلا 
اتفضلي المفاتيح ومعاكي رقمي لو احتاجتي لاي حاجة كلميني وأنا هكون عندك والشقه موجود فيها أكل واليوم تقضيه بقى راحه عشان من بكره الجد ماتنسيش هكون قدام العمارة ٨ بالدقيقة 
هزت رأسها بالايجاب 
حاضر ماتقلقش أنا منضبطة في مواعيدي 
ودعها ثم استقل المصعد الكهربائي ليهبط إلى الطابق الأرضي وتوجهت إلى سيارته وقبل أن يقودها اخرج هاتفه ليهاتف صديقه ويخبره بوصولها وقص عليه ما حدث قبل لحظات 
بعدما أغلق الهاتف مع صديقه أطمئن قلبه لوصولها إلى وجهتها ثم ضغط زر الاتصال بها بعد لحظات ياتيه صوتها الهادئ 
ألو 
تحدث هو على الجانب الآخر
حمدلله على سلامتك زياد بلغني بوصولك 
الله يسلمك يا فندم فعلا لسه واصله حالا 
تمام خلي بالك من نفسك اتمنى الشقة تكون عجبتك وماتقلقيش هي في حي سكني أمن جدا وأي حاجة تحتاج ليها كلمي زياد فورا
حاضر شكرا لحضرتك 
على إيه بس يلا هقفل معاكي عشان ترتاحي بقى من السفر في رعاية الله 
اغلقت الهاتف بتنهيدة عميقة ولم تكترث لشيئا حولها لتفيق من شرودها على رنين هاتفها 
نظرت له بحزن لتجد والدها المتصل علمت بأنه الآن بالقاهرة محت دموعها المتساقطة وأجابته بوهن 
الو أيوه يا بابا 
تحدث صالح بصوت حاني 
الو يا روح بابا كده يا قلبي نيجي أنا وماما من السفر نلاقاكي سفرتي أنتي واحشانا أوى عاملة إيه يا بابا 
لاحت أبتسامة جانبية عندما لمست الاشتياق لها فى حديث والدها 
معلش يا حبيبي والله ڠصب عني الشغل بقى وحضرتك عارف طمني عليك وعلى ماما
احنا بخير ياقلبي طول ماانتي واختك بخير وماما يا ستي مع رهوم فى اوضتها اختك محتاره هتلبس إيه وماما بتساعدها أصل أهل العريس هيشروفنا على بالليل كده شكلهم مستعجلين عبقال ماافرح بيكي ياقلب ابوكي 
اوك حبيبي سلملي على ماما ونبقى نتكلم بعدين حمدلله على سلامتكم 
هترجعي أمته أن شاء الله
والله يا بابا لسه مش عارفه ادعيلي ربنا يسهل 
ربنا معاكي ياحبيبتي خلي بالك من نفسك 
حاضر يا حبيبي مع السلامة 
اغلقت الهاتف وهى تتنفس الصعداء ثم حملت حقيبتها وتوجهت إلى حيث الغرفة التي وقعت الاختيار عليها وضعت حقيبتها أعلى الفراش وبدات في جلب اغراضها ومتعلاقاتها ووضعهم داخل خزانة الملابس وعندما انتهت انتقت منامة حريرية بلون النبيذي وتوجهت إلى المرحاض لتنعش جسدها من أثر عناء السفر 
فى المساء كان يقف أمام المرآة يهندم حلته الرمادي ويصفصف شعره بعنايه ثم نثر عطره الأخذ وألقى نظرة أخيرة على مظهره بإعجاب ثم التقطت هاتفه ومتعلقاته الشخصية وغادر عرفته ليقابل شقيقه يغادر غرفته هو الآخر  
وقف نديم ينظر لشقيقه بسعادة ثم اقترب منه يربت على كتفه بحنان
والله وكبرت يا بلبل وبقيت عريس 
أرسل إليه غمزته الحبابه 
امال أنت فاكر إيه يا بوص 
 ربنا يفرحك يا حبيبي 
يارب ادعيلي والنبي أصل أنا قلبي مقبوض كده وبيدق جامد كاني داخل على حرب مش مجرد قعدة تعارف 
ابتسم لشقيقه 
لا أطمن ده الطبيعي عشان بتحب بس فخاېف ومتوتر وده العادي فى يوم زي ده بس اجمد كده أنت لسه في الأول امال يوم الجواز هتعمل ايه هههه
تنهد بحب 
لا ده اليوم ده مستنيه بفارغ الصبر
نظر نديم لساعة يده 
طيب يلا عشان هنتاخر على الناس اسبقني على العربية هجيب تيتا ونحصلك 
غادر نبيل الفيلا في عجالة ليستقل السيارة ووضع باقة الزهور الذي انتقاها من أجل محبوبته وقالب من الحلوى نقش عليها حروف اسمها فهو يعلم بانها تفضل الكيك لذلك جلبها اليوم من اجلها 
أمسك نديم بيد جدته وسار بخطوات بطيئه وهى تعانق ذراعه إلى أن وصلا بها أمام السيارة فتح لها الباب الخلفي لتجلس به ثم جلس هو بجانب شقيقه لينطلق نبيل إلى عنوانه المنشود 
عوده الي دبي 
كانت تجلس أمام التلفاز ولم تكترث بما يعرض أمامها القت جهاز التحكم بضيق ونهضت تتفتل بتلك الشقة وجدت غرفة مكتب توجهت إليها لتجد مكتبة موضعة خلف المكتب القابع بالغرفة 
أرادت أن تبحث فى تلك المكتبة عن أي شيء يسلي فراغها فقد كانت تشعر بالاختناق ظلت تبحث بين الكتب الموضوعة باهتمام لتجد من بينهم كتاب يحمل اسم مفاتيح السعادة انتابها الفضول لتقرأ محتواياته حملته بين يديها وغادرت الغرفة متوجهة إلى المطبخ اعدت شيأ لتتناوله ثم ذهبت إلى حيث غرفتها

لتجلس بالفراش وتقرا هذا الكتاب 
تفاجئت بكلمات خطت بيده بأول صفحات الكتاب 
علمت بأن صاحب هذا الخط ليس إلا رب عملها ولكن ظلت حائرة بين تلك السطور تحاول فهمها 
العشق ليس إلا مرحلة متقدمة من الحب فعندما تعجب بشخص تكن له مشاعر من الحب تغزو بقلبك وعندما يتخطى الحب مراحله الأولى يتولد العشق فإذا وصل قلبك لهذه المرحلة أعلم بأن العشق احتل قلبك وعقلك وكيانك أيضا ولكن يبقى السؤال عالقا بذهني هل يوجد هذا المسمى بالعشق الذي من أجله تستطيع أن تضحب بكل شيء من أجل لحظات تعيشها بجانب هذا المعشوق الذي أصبح يمتلكك ويستحوذ على كل شيء داخلك أصبح جزءا متجزءا من عالمك الخاص عالمك
 

انت في الصفحة 5 من 52 صفحات