الأربعاء 08 يناير 2025

القديمة تحلى

انت في الصفحة 11 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


حسب اختيارك 
اومأت برأسها بسعادة وابتسامة صافية غابت عنها كثيرا حتي ظن انها لم تبتسم ابدا 
كان يتابع حديثها مع الطبيب وفرحتها بتحسنها بۏجع والم يكاد يشطره الي نصفين من شدته يريد أن يدلف إليها ويبرح ذلك الطبيب ضړبا يغار منه لأنه كان السبب في ابتسامتها التي عجز هو عن فعلها 
تجمد مكانه عندما اعطاها الطبيب الهاتف حتي تتحدث الي من تريد اعتقد انها ستهاتفه اولا لكن خاب ظنه وعاد ذلك الالم يعصف به بقوة اشد وهو يستمع إليها وهي تتحدث الي شقيقتها الكبرى 

لم يري لوجوده معني فغادر المشفي بأكملها بعد أن ألقي نظرة المجتمع ممزوجة بعبارات لم يستطع السيطرة عليها 
الجزء الثالث
رواية شيقة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثالث
من الفصل الثالث عشر الى الثامن عشر 
الفصل الثالث عشر
لم يستطع تجاهل خفقات قلبه اكثر من ذلك يريد أن يراها يضمها الي صدره حتي لو رغما عنها يومه ناقص بدونها مهما حاول الانشغال بالعمل ابتعد عنها فقط اسبوعان كان يحدثها بالهاتف يوميا لكن رؤيتها شيئا اخر يريد ليله من لياليهم معا يطفئ بها ڼار شوقه إليها وولعه بها رغم علمه انها لن تتجاوب معه يستشعر نفورها منه يري تعبيرات وجهها الحزينة وهي بين يديه التقط هاتفه حتي يتصل بها 
الو 
كان ذلك صوتها نبرتها الناعمه تلك اشتاق لها كثيرا يفتقد كل شئ بها لكنه لن يتحمل خيبة أخري وخذلان
اخر 
عاملة ايه يا تمارا والعيال عاملين ايه 
ردت هي بجفاء 
الحمد لله كويسين 
وصمتت طمأنته علي حالهم وصمتت 
تمارا انا عاوز اشوفك عاوز اشوف مراتي 
قالها بهمس ونبرة ضعيفة مکسورة لم يستطع السيطرة عليها 
تجاهلت تلك النبرة التي زعزعت كيانها بالكامل وهتفت بجمود قاس 
مراتك معاك يا عابد زينب معاك انا ام ولادك سلام 
تجهمت ملامح وجهه بضيق وحنق قائلا بصوت حاول إخراجه هادئا 
طب انا عملت ايه دلوقتي بطلي عياط انا معملتش حاجة 
لم ترد عليه وتابعت بكائها فزمجر هو پغضب 
بطلي زفت وقوليلي فيه ايه 
توقفت عن البكاء 
انا خاېفة 
تبدلت ملامح وجهه الي اللين 
مټخافيش هدي طيب 
بعد قليل توقفت عن البكاء وهدأت قليلا اما هو فتراجع عما اراده وانشغل بتهدأتها حتي نامت سحب يده برفق ودثرها
بالفراش وخرج من الغرفة حتي يجلب ماء 
بعد أن اطمأنت الي خروجه فتحت عينيها وعاودت البكاء وهي تقول بصوت مسموع قليلا 
ربنا يسامحك يا بابا ربنا يسامحك 
توقف مكانه پصدمة لم يكن من الصعب عليه أن يفهم معني كلماتها تمارا تزوجته رغما عنها أو بالاحري بضغط من ابيها 
وعلي مدار الأيام التاليه كان يتعامل معها بجفاء الي أن مر اسبوع علي زواجهم 
اقترب منها حتي يتخلص من ذلك الشك الذي عصف برأسه فعاودت البكاء 
بذلك الاسبوع كانت نظرتها له بدأت بالفعل أن تتغير لكن بما يريد فعله الان وبما قاله تجسدت أمامها شخصية والدها الصارمة تلقائيا وجدت نفسها تتوقف عن البكاء والحركة وتركته يفعل ما يريد أدركت بما لا يقبل الشك انها وقعت بنسخة ناصر النوساني وأنها أصبحت زوجته شاءت ام ابت 
لذلك وجدت أن تتعامل معه كما تتعامل مع والدها لم تستطع أن تكون سعيده بحملها بطفلها الاول اتخذته كإجراء روتيني تزوجت ومن المؤكد أن تنجب اطفال 
وكالعادة أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله التقطت الهاتف وفتحت الرسالة هذه المرة لم تكن مديح بها أو غزل 
الساعة ١ ونص بحبك 
قطبت حاجبيها باستغراب ولم تفهم قلبت شفتيها بجهل وتركت الهاتف واخذت طفليها حتي تذهب الي موعد تدريبها وتري زمزم فقد اخبرتها بالامس بوجود ناصر النوساني بالمنزل 
ارتدت زمزم ملابسها تحت أنظار سيلين التي لم تتوقف عن الحديث عن عمها وترجوها أن تتحدث إليه لكن زمزم لم تستمع لها 
يا زمزم حرام عمو تعبان والله طب كلميه حتي لو بالكدب 
تأفأفت بنفاذ صبر وهتفت بصوت حاد قليلا 
قولتلك لا يا سيلين لا انا ابويا ماټ اللي تحت ده ضيف ف البيت متكلمنيش عنه تاني لو سمحت 
آثرت سيلين تغيير الموضوع حتي لا تعاند اكثر وهتفت 
مش قولتيلي أن ياسر لسه مرجعش راحة فين كده 
امم لسه مرجعش انا راحة النادي هقابل تمارا هناك ما تيجي معايا 
هنزل معاكي بس مش هروح النادي خارجة مع صحابي 
غمزتها زمزم بخبث وابتسامه 
وقذفتها بالوسادة 
نزلا الي الاسفل فقابلهم وقاص وهو يصوب نظراته نحو زمزم بحدة 
رايحة فين انت ومراتي يا سيلين 
تعمده الضغط علي كلمة مراتيأثارت غريزتها بالضحك بقوة حتي أثارت غضبه 
انا مقولتش حاجة تضحك واحسنلك تقولي راحة فين 
توقفت عن الضحك حتي لا تثير المشاكل فقد ساورها القلق عندما استمعت الي صوت شقيقتها عبر الهاتف كما أنها اتفقت معها علي زيارة زهرة بالمشفي اليوم 
راحة النادي هشوف اختي هناك عندك مانع 
وقاص بغموض وصوت هادئ 
لا معنديش مانع روحي 
تعجب من هدوءه المفاجئ ذاك ولكن الان تهمها شقيقتها اكثر لذلك تركته وخرجت 
بالنادي تركت تمارا طفليها بالمكان المخصص للأطفال وأمرت احد الحراس بمتابعتهم وحمايتهم وذهبت حتي تجلس علي طاولتها منتظرة زمزم رغما حولت بصرها بأنحاء المكان تبحث عنه ولكنها لم تجده رأت زمزم قادمة إليها فابتسمت بحنين تري والدتها بزمزم زمزم هي الوحيدة بينهم التي أخذت شعر والدتها البرتقالي وعيونها الزرقاء 
عندما اقتربت منها زمزم اسرعت تمارا باحتضانها بقوة وبادلتها زمزم العناق 
زمزم بضحك 
خلاص كفاية بقي خلينا نقعد 
ابتعد عنها تمارا وجلست على المقعد 
ناصر بيه
عندك ف البيت ازاي بقي وازاي رجع اصلا 
تنهدت زمزم ثم هتفت 
ناصر بيه عندي بقاله اسبوعين تقريبا 
تمارا باستغراب 
اسبوعين وازاي متقوليش انت لسه قايلالي امبارح بس 
ضحكت زمزم بسخرية قائلة 
أصله جه واټخانق معايا ومع وقاص ومع عمك 
ليه ده كله مش معقوله ندم يعني 
حب يعمل اب ويتقن الدور اټخانق مع وقاص عشان اتجوز عليا واټخانق مع عمك عشان ممنعوش واټخانق معايا عشان رضيت ومحاولتش أوصله سيلين بتقولي أنه تعبان وعاوزاني أكلمه شايفة أنه ابويا ومينفعش اقاطعه عارفة با عارفة ناصر بيه راجع ليه راجع عشان هيطلع ع المعاش السنة الجاية كان جاي هنا يقعد ف وسطنا شاف أنه كفايا بقي حاجة وتلاتين سنة غربة واحنا صغيرين مع ماما بترعانا وبعدها احنا كبرنا
وهو كان صارم معانا واتربينا من غيره بس وحلف ع وقاص أنه يطلقني ووقاص
مرضيش وادينا قاعدين اهو 
انتهت زمزم من حديثها وانخرطا في نوبة ضحك هستيرية حتي ادمعت عيناهم تحولت ضحكات تمارا إلي بكاء ناعم 
امال لو عرف أن عابد اتجوز عليا انا كمان بعد
تلت سنين بس جواز 
ولو عرف اني بفضله وبفضل قراراته بقيت خاېنة بخون اللي اتحسب عليا جوزي بواحد تاني لو عرف أنه سابني بعد جوازنا بشهر وسافر برة بحجة الشغل ورجعلي متجوز لو عرف اني لسه بنت لحد دلوقتي انا ادمرت ادمرت يا تمارا بقيت حاسة أن ديه مش انا بقيت حاسة اني ژبالة ژبالة ومش هنضف 
وبكت هي الأخري علي حالها امتدت يد تمارا إلي يد اختها وربتت عليها برفق 
يا حبيبتي اهدي انت ولا ژبالة ولا خاېنة ابوكي السبب ف اللي انت فيه بقولك ايه قومي نروح لزهرة يلا 
اومأت برأسها وسارت معها نحو سيارتها حتي يذهبا الي المشفي 
كعادته طوال الاسبوعين الماضيين يذهب إليها المشفي ويظل يراقبها من فتحة الباب كما يأمر الطبيب كان يريدها أن تسأل عنه أو حتي تذكر اسمه ولو بالخطأ لكنها لم تفعل نزعته من حياتها ولم تهتم به فقط تتواصل مع شقيقتيها حتي انها لم تفكر في الاتصال بوالدها احتل الالم ملامحه عندما استمع الي حديثها مع الطبيب ازدادت ضربات قلبه حتي أوشكت أن ټحطم عظام صدره 
دهش باران من إجابتها علي سؤاله فطلب منها الاعاده 
أيوة لما اخرج من هنا هدور علي شغل ومكان اعيش فيه 
مش قولتيلي انك متجوزة وكمان عندك عيله واخوات وباباكي عايش 
ابتسمت زهرة عندما ذكر باران شقيقتيها 
اممم عندي فعلا بس انا همشي من هنا وهروح اقعد مع اخواتي هما كمان عاوزين يقعدوا لوحدهم 
عاود باران سؤالها مرة أخري كان يشك بها من البداية وباحتياجها لطبيب نفسي 
جوزك جوزك فين يا زهرة 
تبدلت ملامح وجهها للانزعاج وهتفت بضيق 
أيوة بس انا مبحبوش ومش عاوزاه ويوم م اخرج من هنا مش هروح معاه هو السبب في اللي انا فيه اصلا 
الي هنا ولم يستطع المتابعة فالټفت حتي يغادر مدمع العينين علي حالتها وما وصلت إليه صحيح أن هذا السم يخرج من جسدها لكن حالتها النفسية تنحدر اكثر رأي شقيقتيها يدخلا الي الطابق الموجوده به غرفتها ابتسم پألم وخرج من المشفي بأكملها 
بالغرفة مدت زهرة يدها الي باران قائلة 
هو فين التليفون انا عاوزاه 
اعطاها الطبيب الهاتف وجلس ينظر إليها ثم نهض من
مكانه حتي يخرج من الغرفة لكن استوقفه صوت بكاءها 
مالك يا زهرة 
محدش بيرد عليا اخواتي مبيردوش زهقوا مني 
ربت علي كتفها يهدئها 
اهدي بس يمكن التليفونات مش معاهم اه 
لم يستطع المتابعة إذ أن أحدهم طرق علي الباب فسمح له باران بالدخول ظنا منه أنه زوجها لكنه تفاجأ بفتاتان 
حولت زمزم بصرها نحو شقيقتها فرأتها تبكي 
مالك يا زهرة 
لم تصدق زهرة أذنيها ولا عيناها لم تتخيل بأفضل أحلامها أن يأتوا إليها فتشبثت بخصر اختها وهي تبكي بقوة 
طب اهدي طيب خلاص خلاص يا زهرة هعيط انا كمان والله 
تركهم باران وخرج من الغرفة تاركا إياها مع اختيها 
انا مش مصدقة انكو جيتولي انا كنت قربت اطق 
ربتت تمارا علي كتفها قائلة بابتسامة 
بعد الشړ عليكي احنا هنجيلك علطول خلاص التليفون ده
للطوارئ ربنا يكرمك وتخرجي من هنا 
ثم نظرت إليهم يأمل وحماية جديدة عليها 
لسه فيه حياة تانية مستنيانا يا بنات مستنيانا احنا واللي نختارهم 
وامسكت بيدهم تضغط عليها برفق وبريق الحماسة والعزم يتلألأ في عيناها 
الفصل الرابع عشر 
بعد مرور شهر 
دلف الي المشفي ركضا حتي يلحق بها قبل أن تخرج من المشفي فقد هاتفه طبيبها يطلب منه الحضور لاستلامها كما طلب عند تعافيها وللصدفة استمعت هي الي حديثه وأصرت علي الخروج وحدها 
انا هخرج انا مش فاقدة للاهلية عشان تمنعوني وحضرتك يا دكتور واقف تتفرج قولهم يسيبوني 
حاول باران تهدأتها قائلا 
يا زهرة اهدي دلوقتي جوزك ييجي ياخدك وتحلوا مشاكلكوا مع بعض 
صړخت هي بحدة وڠضب 
وانا مجبتش سيرة اي مشكلة بيني وبين جوزي انا قولت عاوزة اخرج من هنا 
في تلك اللحظة كان ناير وصل إليهم لم يكن من الصعب الوصول إليها فقد خرقت أذنه بصوتها الغاضب وهي تنهرهم لمنعها من الخروج 
اقترب منها وجذبها من يدها على حين
غرة والټفت برأسه قائلا 
دكتور باران انا همشي دلوقتي وبكرة أن شاء الله هاجي عشان الإجراءات 
وخرج دون أن يأخذ إجابته منشغلا في تلك المخلوقة التي تحاول الفرار منه بشتي الطرق الي أن وصلا للسيارة فدفعها واغلق الباب 
مش عاوزاك يا ناير ابعد عني وسبني ف حالي
بقي 
نظر إليها بحدة وڠضب قائلا بهدوء ظاهري 
مش عاوز اسمع صوتك لحد م نروح البيت تمام 
حولت بصرها نحو زجاج
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 25 صفحات