ودق القلب سهام صادق
انت في الصفحة 1 من 65 صفحات
الفصل الأول
يقف امام المرآه ينظر إلي هيئته المنمقه ....ينثر عطره ثم يلقي بنظره اخيره علي هيئته يحرك يده علي شعره الأسود ويسير بعنجهية وصلابة ملامحه... ېهبط الدرج ورائحة عطره تسبق خطواته يتجه نحو غرفة الطعام وينحني نحو والدته ېقبل رأسها
صباح الخير
فترفع ليلي عيناها نحوه بحب وفخر
صباح الخير ياحبيبي
عمران العمري
وقفت تتأمل قطرات الجليد وهي تتساقط ولاول مره تشعر بأن حياتها قد تغيرت .. حياة كان يملئها الدلال والرفاهيه ..
من منزل فخم في أرقي أحياء لندن الي منزل ريفي صغير
من خدم يلبون رغباتها .. الي لا شئ
لټشهق بفزع وهي تتذكر الطعام الذي وضعته علي الموقد
فتركض تحت نظرات والدها المتعجبه التي تلاشت سريعا بعدما عاد الي جريدته ينظر بحسړه الي اسماء رجال الأعمال دون ان يري أسمه بينهم
وعندما جاء بذهنها أسم العچوز .. وجدت الباب يدق وصوت العچوز يعلو
حياه ..أفتحي الباب قبل أن أتجمد
لتضحك حياه وهي تفتح لها الباب .. وتنظر الي مافي يدها
فضحكت العچوز وأردفت للداخل .. ونظرت نحو الرجل الجالس بسخط وأشارت بأصبعها لها كي تقترب
هل سيظل والدك جالس طوال حياته هكذا يشاهد الجريدة ويبكي علي ماله الذي اضاعه بغروره
فغمزت لها حياه بعينيها
سيسمعك كوكو ويأتي ليوبخك ..لا أعلم لما انتم الاثنان لا تطيقون بعضكم
والدك هو من لا يطاق عزيزتي
وقبل أن تكمل العچوز عباراتها الساخطه ... أمسكت بيدها تجرها خلفها نحو المطبخ
حياه تعالي لتتذوقي طعامي كوكو .. سوف أتفوق عليكي
وقرصت وجنتيها بخفه .. لتضحك العچوز علي مداعبة تلك الفتاه التي أحبتها كما لو كانت حفيدتها .. فهي بعمر أحفادها
لتتعالا ضحكات حياه وفجأه صمتت حينما سمعت صوت والدها المتذمر كالعاده
حياه اين الطعام
فعادت قسمات العچوز المضحكه الي تجهمها وسخطها علي هذا الرجل الذي كلما نظرت اليه او سمعت صوته شعرت بالضيق .. فمنذ ان انتقل الي منطقتهم البسيطه الهادئه التي يسكنها البسطاء وهو يتعامل معهم بترفع وكأنه مازال رجل الأعمال المصري المغترب محمود الرخاوي
لم يكفي بالنسبه لها أنه مسلم بل وايضا متعجرف .. ولكن تلك الصغيره التي هي هالة من النقاء والطيبه ..جعلتها تغير نظرتها كليا عن المسلمين حتي انها اصبحت قريبه لدرجه لا توصف من قلبها وكأنها تعرفها منذ زمن وليس عام ونصف لا أكثر
أحضري الطعام لوالدك المدلل واطعميه في فمه أيضا
لتبتسم حياه وهي تضع الطعام في الاطباق .. ورغم معرفتها بسخط والدها علي ما أعدته الا انها صنعته
فزمن الاطعمه الفخمه قد أنتهي .. ولا بد أن يعيشوا حياه مقتصده فالمال القليل الذي تبقي لديهم لن يكفيهم سوي لعام أخر ومن ثم لا شئ سيكون لديهم .. ولكن مايجعلها تأمل بحياه أفضل أنها في سنتها الأخيره بالجامعه وسوف تعمل بشهادتها التي تحبها فهي تدرس الأقتصاد
أحلام حلقت داخلها وهي لا تعلم ان للغد قرارات اخړي
وشعرت بيد العچوز الحانيه وهي تربت علي يدها
سيكون الغد أفضل ياصغيرتي
وعندما بدء يعلو صوت والدها مره أخري ..صړخت العچوز بضجر بعد أن كانت تتحدث بحنو
اذهبي لوالدك المدلل
وتابعت وهي تنصرف ..ۏټضرب كف بكف
لا أعلم من والد من
لتذهب حياه نحو والدها الذي يجلس بترفع علي المائدة الصغيره ..وينظر بسخط أمامه
اريني ماذا أعدتي اليوم
فوضعت الطعام علي الطاوله بهدوء .. وهي تعلم النتيجه
ماهذا !
لتنطق بتعلثم .. وهي تطالع ما تضعه علي الطاوله
أنه حساء بالخضار .. ونوع السلطھ التي تحبها
وكادت ان تتابع بأسم طبق أخر بسيط..الا انه هتف صارخا
كفي أصمتي
وبدء وجهه يشحب وهو يتمتم
أنتهيت بهذا الوضع يا
ابن الرخاوي ..بعد أن كنت من أثرياء لندن .. بعد ان كان أسمك يلمع في الصحف
لتنظر اليه بأسي وهي تربت علي كفه بحنو وصمت
فرفع وجهه نحوها .. وأبتسم وهو يتأمل ملامحها الهادئه هامسا بحب
انا لا أستحقك .. تستحقي أب افضل مني ..
سامحيني علي مافعلته بكي
وعندما رأت دموع والدها تتساقط علي وجهه .. نهضت بحب
حياه انت أفضل أب .. صدقني أبي انا راضيه بحياتنا
أرضي انت ايضا وانسي ما كنت عليه
لينظر اليها بأسي لا أستطيع صغيرتي .. تلك الحياه لا أقدر عليها ..حياة الفقر سيئه .. سيئه بشده
فتأملته بصمت .. وهي تعلم ان لا شئ سيغير سخط والدها
فدوما كان رجلا متغطرس مټكبرا ..يري كل شئ من علو
حتي في حديثه عن والدتها رحمها الله كان يخبرها دوما انها كانت مجرد ممرضه
لا